كتابة عنوان لخطة بحث أو رسالة علمية ليس بالأمر السهل، وفي الواقع لا يجب أن تبدأ بالسعي لصياغة عنوان وليس لديك فكرة أو مشكلة بحثية واضحة المتغيرات؛ فإذا لم يكن لديك رؤية واضحة عن مشكلة تستحق الدراسة أو توجه حديث أو متغيرات لم تثبت العلاقة بينها أو مادة جديدة لم تثبت فعاليتها، يجب عليك التوقف والعودة للاطلاع على مجالك والنزول لأرض الواقع لجمع المعلومات وأخذ فكرة جيدة عما تم بالفعل من تجارب ومحاولات ودراسات، فليس من الجيد أن تبدأ من جديد في أي مجال أو دعني أقول من “صفر خبرة”. هذه ليست مجرد افتتاحية لمقالة بل جرس انذار! إذ أن العديد من الباحثين يتوقفون لشهور وربما سنوات بعد تسجيل العنوان، نتيجة تسجيل عنوان غير ملمين بأبعاده رغبة في التسجيل بسرعة أو إرضاء لمشرف أو أستاذ في التخصص ونتيجة أن أول ما يجب أن يتميز به العنوان وهو “الوضوح” ليس متوافر للباحث نفسه.
لذلك وحتى تحصل على عنوان جيد لا يجب أن تدع نفسك في مهب رياح “الموضة” أو “رغبة المشرف” فالعنوان الجيد هو غلاف موضوع يجب أن يبدأ من عندك أنت، يجب أن تكون مدفوع ذاتيًا لدراسته، بل تمتلك الحب والشغف لإكماله وإضافة الجديد فيه. لذلك وقبل صياغة العنوان يجب أن تكون قد حددت كما أسلفنا: متغيراتك؛ ومنها المتغيرات المقترحة منك للتأثير على أخرى، كدواء جديد “المتغير المستقل\التدخل العلاجي” لعلاج مرض معين “المتغير التابع”! بلغة تخصص آخر المتغير المستقل “طريقة تدريس\تقنية تعلم” للتغلب على صعوبات معينة “متغير تابع” أو حتى تحديد المتغيرات التي تهدف لمجرد إثبات علاقة بينها. كذلك يجب أن تكون قد حددت مجتمع دراستك “طلاب بمرحلة معينة، مرضى بمرض معين في منطقة معينة …” وهذا عادة ما يحتوي عليه أي عنوان جيد. صحيح هذا يختلف في بعض التخصصات الأخرى ليأخذ العنوان شكل سؤال مثلاً، ولكن إجمالا يجب أن يتصف بالوضوح للقاريء “العادي” وليس فقط المتخصص. ضرورة ما سبق في أن العنوان جزء أساسي من البحث وأولي يجب أن ينبيء القاريء بمحتوى البحث أو الدراسة، فإذا لم يتوافر ذلك فلن يجذب اهتمامه.
من ضمن ما يجب توافره أيضا بالعنوان بعض الكلمات المفتاحية الأساسية للبحث أو الدراسة والتي يتم فهرستها في محركات البحث العادية والعلمية لتيسر على الباحث من بعدك العثور على بحثك ويجد أنه بالفعل يقع في مجال اهتمامه عندما يشرع في استكمال قراءته. وعلى الرغم من ذلك لا يجب أن تحتوي هذه الكلمات المفتاحية على اختصارات إلا إذا كانت شائعة الاستخدام ومفهومة للقاريء ولا تحتاج كتابة تفاصيل الاختصار أو المصطلح في العنوان.
العنوان الجيد لا يجب أن يكون جملة ناقصة الدلالة؛ فيجب أن يكون إما سؤال أو جملة تقريرية تامة، بشرط ألا تحتوي على كلمات يطلق عليها “المتكررة بدون فائدة Redundant”، وكقاعدة عامة استخدم استراتيجية الحذف بعد كتابة عنوانك، فإذا حذفت كلمة ووجدت أنها أخلت بالمعنى فلا يجب أن تحذف، أما إذا حذفت كلمة ووجدت العنوان لم يتأثر وظل مفهوما ودال عما تهدف إليه الدراسة أو البحث فيجب حذف الكلمة. بعض المدارس تحدد طول العنوان بعدد من الكلمات إلا أن ذلك لا يتناسب مع كل اللغات. عادة ستجد العناوين الانجليزية يتراوح عدد كلماتها من 10 كلمات إلى 17 كلمة. وتوضح الصورة المرفقة ملخصًا للخصائص التي تحدثنا حولها في هذه المقالة، فإذا استفدت منها قم بحفظها لديك للرجوع إليها وأعد نشرها لزملائك لتعم الفائدة.