تذكر أن الانطباعات الأولى تدوم، كن بسيطًا وغير متوترًا استهل بداية حديثك بالقاء التحية أو بجملة صباح الخير أو مساء الخير بشكل عام للحضور بما فيهم لجنة المناقشة ثم ابدأ في أداء دورك الذي يجب أن تتذكر فيه أن القائم بعرض تقديمي جيد هو كالفنان الذي يقوم بأداء دور مخطط له ملتزمًا بالوقت والمحتوى قدر الامكان ولا يخرج عن النص إلا في أضيق الحدود. وحتى تكتسب ثقة وانطباعات جيدة من لجنة المناقشة إليك بعض النصائح:
١. لا تقرأ من ورقة
حتى لو اضطررت للكلام بلهجتك العامية ولكن بطريقة منضبطه، لا تقرأ من ورقة إلا في أضيق الحدود كقرائتك لأسئلة بحثك أو الفروض وبعض النصوص الفنية التي لابد من تلاوتها بشكل منضبط. اخبرهم عن بحثك ومشكلته وكأنك تقص حكاية بها فجوة أو معضلة انتظرت تدخلك الذي يجب أن تقنعهم بأهميته في تغيير وضع قائم بعلاج مشكلة البحث أو تحسين جوانب ومتغيرات دراستك التابعة وتذكر إقرأ قليلًا كلما أمكن وقلص النصوص على شاشة العرض كلما أمكنك ذلك واستعن بالرسوم والأشكال بطريقة منتقاه وموظفة بشكل جيد بدون اسراف في ذلك.
٢. إطرح الأسئلة من وقت لآخر
طرح الأسئلة واحدة من أفضل الطرق لتبدو أكثر ذكاء؛ فطرح الأسئلة يترك دائمًا تأثيرا جيدًا على الناس على اختلاف توجهاتهم وقناعاتهم طالما جاء سؤالك في التوقيت الصحيح وبشكل يفيد المناقشة. يدل طرحك لسؤال ما في وقت معين على أنك مهتم وذكي بما فيه الكفاية للتفكير وإعادة التفكير فيما تستمع إليه، كما يعطي الانطباع بأنك متابع جيد لما يقال ولديك الرغبة في تعلم الجديد. كما أنه يظهر ثقتك بنفسك وأنك لا تخشى ما سوف يفكر فيه الناس عنك بعد طرحك للسؤال؛ فما يهمك هو الاستفادة أولًا وأخيرًا. حتى إذا كان جمهورك كبير في قاعة المناقشة لا تخشى فعل هذه الآلية، كما لا يجب أن تخشى رد فعل لجنة المناقشة سواء عند تناول نقاط معينة بالتوضيح أو عند طرحك لسؤال تستوضح فيه شيء ما، فتذكر أن أكثر شخص في القاعة فهمًا لموضوعك هو أنت. فيفترض أنك قضيت وقتًا في تنظيم وتأليف وقراءة واستعداد للمناقشة أكثر ربما من أعضاء لجنة المناقشة أنفسهم.
٣. تمكن من مفردات تخصصك
نمي المفردات الخاصة بك بشكل دائم إذا كنت تريد حقًا أن تظهر أكثر ذكاء ثم تأكد من أن لديك قدرة جيدة على استخدام المفردات المناسبة. يجب أن تجيد النطق الصحيح وأن تتجنب الأخطاء الاملائية والنحوية حتى عند التحدث وليس الكتابة فقط. يجب أن تكون على دراية بالمصطلحات الإنجليزية الجديدة ومعانيها. قبل المناقشة يجب التدرب على ذلك وتحضير مصطلحاتك التي ستتحدث بها قدر الامكان. لا تتردد بطرح السؤال ”عفوًا ما المقصود من كذا؟“ لكن لا تستخدم ذلك كثيرا خاصة إذا كان المصطلح أولي أو بديهي أو أساسي في مجال تخصصك. وتذكر استخدام مصطلح أو مفردة واحدة بشكل خاطيء ستجعل كل الجملة خاطئة أو فاقدة للمعنى وستظهرك بمظهر الشخص غير المتمكن أو حتى المهمل الذي لم يبذل قليل من الجهد لاختيار الكلمات المناسبة.
٤. اتقن الاستاندآب لكن مش ”كوميدي“
من المؤكد أن شاهدت ولو مره أحد الفنانين الذين يؤدون فقرة الاستاندآب، وأولى المهارات أن يكون حاضر الذهن وقادر على انتقاء أمثلة حياتية منها الشيق والطريف لتوضيح أفكاره في الوقت والموضع المناسب بشكل تفاعلي مع المستمعين، وتنوع ثقافتك سيظهر هنا أيضا مدى ذكائك وتمكنك من تخصصك الأصلي للحد الذي استطعت معه ربطه بأمثلة حياتية، فنية، سينيمائية، صناعية … الخ اطلق العنان لابداعك في هذه الفقرة فأثرها إيجابي طالما أنك أجدت توظيفها. كما أنهى ستضفي جو من الراحة لديك ومن يستمع إليك وتجعل مناقشتك وكلامك ممتع لمن يستمع إليك ولن يتعجل كالمعتاد بالاكتفاء بكلامك وأنت تشعر أنك لم تكمل بعد ما تريد أن تقول.
٥. نمي ثقافتك العامة
وكما لاحظت في النقطة السابقة فالثقافة والمعرفة العامة جنبا إلى جنب مع إعدادك لدراسة الماجستير أو الدكتوراة وتخصيص وقت لذلك ولقراءاتك ومشاهداتك في شتى المجالات حتما سيترك أثره على شخصيتك وطريقة وأسلوب مناقشتك. لذلك، اقرأ صحف، كتب قصصية وعلمية، شاهد أفلام وثائقية وتابع نشرات إخبارية؛ فبالضرورة كل ذلك سيثقل من شخصيتك ولغتك وثقافتك.
٦. كن هادئًا متواضعًا ومنطقيًا
إذا كنت لا تعرف أي شيء أو لم يكن حديث أحدهم مألوف لك فحافظ على هدوئك واستمع بدلا من التحدث والوقوع في الخطأ، فإذا سألك أحدهم ”هل تتابع معي؟ لماذا لا تتحدث؟ أليس كذلك؟“ فلا تتردد عن الاعتراف أنك تسمع ذلك ربما لأول مره وأنك تستفيد منه لذلك تصغي له بل ويمكنك أيضًا بدون تردد أو خجل أن تكتب في كراسة خصصها لذلك بجوارك. وتذكر أنك كما تستمع لكلام جديد عليك، فقد يستمعون منك لكلام جديد عليهم على الأقل في موضوعك فأنت أكثر شخص خبير فيه وفي مشكلة بحثك لقد قضيت في بحثها عام على الأقل وربما أكثر من ذلك لأعوام.
٧. وضح الاقتباس في حديثك
تعلم كيف توضح بكلماتك ونبرة حديثك الاستشهاد بكلام أحد العلماء أو أساتذتك في نقطة معينة تتحدث فيها، سيظهرك ذلك كشخص بذل مجهود وتحضير واطلاع على جوانب الموضوع ومن سبقوه فيه بل وبقي ما استفدت به حتى كنت قادرا على الاستشهاد به في المواضع المناسبة أثناء حديثك، مما سيعطي الانطباع بذكائك وتمكنك من موضوعك وأنك لا تحاول مليء الوقت بأي كلام دون سند علمي ومنطقي.
٨. راقب الجباه ولغة الجسد
مراقبتك لأعين قد توترك، راقب بدلاً من ذلك جباه كل من بالقاعة ولغة جسدهم؛ فهذا أمر مهم يجنبك التوتر بالنظر لأعينهم وبالنسبة لهم أنت مازلت تنظر إليهم، ولا يؤثر عليك مشاهدتك لأحدهم يذهب في النوم إلا أنه يجب أن يفيدك في ضرورة تنويع نبرة صوتك بشكل موظف أو تنويع درجة العمق في الموضوع أو أسلوب الحديث وضرورة استخدام الطرفة من وقت لآخر، الربط البصري ومراقبة لغة الجسد ستشعرك متى يجب أن تعطي مزيدًا من التفاصيل ومتى يجب أن تتوقف عن الكلام وتنقل الدفة لأحدهم بسؤال أو استفهام، فللناس حتى لجنة المناقشة نفسها حدود وقتًا وجهدًا لمواصلة الاستماع إليك. تحضيرك لأمثلة أو نماذج أو عينات من عملك يمكن أن يفيدك كثيرا عن اكتشاف أن الأسماع قد أغلقت ولا مجال لديك لمواصلة حديثك الذي قد يكون مملاً لأحدهم دون تقديم أمثلة ومثيرات بصرية وسمعية.
٩. استخدم آليات التفاوض
لابد أن تعرف جيدا متى تتابع محاولات اثبات وجهة نظرك ومتى يجب عليك التوقف عن الكلام وأن تصرح بكل موضوعية بأنك على خطأ وفهمت فعلا المقصود واستفدت منه. تذكر مرة أخرى كراسة الملاحظات وسجل أثناء قولك ذلك. إذا لم تكن مقتنع أو لم يصل المعنى اسأل مستخدمًا كيف، لماذا، هذه النوعية من الأسئلة إن لم يكن لها اجابة واضحة ومنطقية ولها أسانيدها ستتحول الدفه للمحاور لإثبات وجهة نظره بنفس الكيفية وتذكر أن المناقشة تسمى علميًا ”الدفاع viva or defense ”.
١٠. برمج المناقشة والمناقشين
إعدادك لأسئلة متوقعة من واقع ساعات وأيام وشهور قضيتها في رسالتك سيعطيك القدرة على الرد باجابات واضحة وقاطعة حتى أحيانا بذكر الصفحة في الرسالة مما سيعطيهم الانطباع بأنك شخص مُلم بعمله ورسالته، واترك دليل لك وملخص لهم على شاشة العرض ولا تغلقها، يمكن أن يكون هذا الدليل على شكل اطار تنظيمي مخطط بوضوح لكل نقطة ومرحلة في الرسالة ومناقشتها، بحث يكتمل أمامهم خطوة بخطوة على شاشة العرض وتستعين به أحيانا لتشير إليه على الشاشة أنه ”كما تناولناه منذ لحظات فنحن الآن نناقش كذا وكذا“ … وسوف ننتقل إلى النقطة التالية ثم واصل كلامك أو إجابتك على الأسئلة الموجهة إليك. بذلك وحتى أثناء طرحهم للأسئلة ستعطي إنطباعا بأن إتقانك لموضوعك يدير المناقشة.
وتذكر أن احترامك للحظات السكون والانصات، وسرعة المتحدث ورغبته في الكلام بسرعة أو الابطاء وانتظاره للانتهاء من كلامه سينعكس عليك وعلى نظرة كل الحضور لك بالتقدير والاحترام والثقة في كلامك عندما يأتي عليك الدور للحديث. ودائما تذكر أنك ”أنت بطل الرواية“ فكن واثق من نفسك وتوكل على الله.
مع تمنياتي دائمًا بالتوفيق والنجاح.
د. حسين عبد الفتاح