fbpx

رسائل مستمرة وكتيرة في موسم تنسيق الثانوية العامة تسأل إبني أو بنتي جاب كذا مجموع وعايز أعمل له مستقبل كويس أدخله كلية إيه؟! ومن الأسئلة واضح إن كل الآباء والأمهات شغالين على مشروع هدفه

“مستقبل أفضل لأولادهم”

لكن أنا عايز أوضح ببساطة إن مشكلات مجتمعنا، شارعنا، مدارسنا، مستشفياتنا، جامعاتنا … هو إننا ما عكسناش المشروع والهدف؛ بإننا نفكر ازاي نعمل:

“أولاد أفضل للمستقبل”

انت حريص على إن ابنك أو بنتك يدخل طب أو هندسة وإلا مستقبله ضاع، وأنا بقول لك إن أهم من تحديد المكان والوسيلة هو تحضير المسافر، المسافر عندنا هو إبنك أو بنتك، حضرهم جهزهم عدهم إن المكان باللي فيه واللي رايحه، يعني هتكسب إيه لو ابنك بقى طبيب عادي في وسط ألف طبيب، إيه الجديد لو ابنك اتخرج من الطب بمقبول أو بعد 10 سنين؟! وإيه رأيك في خريج حقوق أو خدمة اجتماعية فاتح شركة برمجيات؟! مستناش مين يعينه، مين يشغله! معملش حساب ولا نشف راسه إني محامي لازم أبقى زي أشهر محامي! لا فكر بمرونة واشتغل على نفسه لغاية ما بقى له مشروع أو شركة ربما في مجال مختلف تماما فاد بيه نفسه وبلده!

المكان لا شيء، المهم ساكنه. الكلية لا شيء المهم اللي هيدخلها! الطب والصيدلة والحاسبات وغيرها ممكن تكون كليات قمة لكن خريجها يكون في قاع المجتمع وفي وسط مجموعات المحبطين والعاطلين! والآداب والحقوق والزراعة ممكن تخرج علماء وأساتذة جامعات ووكلاء نيابات وقضاة وأصحاب فكر ومؤلفات ورجال مجتمع. كليات الطب ممكن يتخرج منها شخص يتاجر بمهنته، وكليات التجارة ممكن تخرج شخص رائد أعمال ومشاريع خيرية تنفعه وتنفع مجتمعه!

مشكلتنا إننا واضعين العربه أمام الحصان

غير تفكيرك وبلاش يكون ابنك أو بنتك فرصه من خلالها بتعيش عمر تاني أو بتحقق هدف فشلت انت في تحقيقه! لو ابنك أو بنتك جايب 99٪ وعايز يدخل فنون جميله اتركه يحقق طموحه ويتحمل مسؤوليته ويتفوق في اللي بيحبه. ولو ابنك أو بنتك جايب 60٪ بلاش تشد الأستك أوي وتبيع اللي حيلتك علشان تدخلهم صيدلة أو هندسة في جامعة خاصة! غالبا هيتخرج منها زي ما دخلها، خليه يختار اللي يناسبه وعلى قدر قدراته، ولو حد معاه قرش محيره بلاش يشتري حمام ويطيره في أي جامعه ممكن في الآخر تطلع غير معتمده بره المحافظة اللي هي فيها!

إدخر لابنك أو بنتك مصاريف الجامعه الخاصة لبعد التخرج يبدأ مشروع في المجال اللي يحبه ويتخصص فيه. خلينا نفكر بالعكس شويه ونبني “أولاد كويسين للمستقبل” بدل ما “نبني مستقبل كويس لأولادنا” من وجهة نظرنا وبالمشي وراء أحلام الآباء اللي بعد أربع أو خمس أو سبع سنين ممكن تكون أوهام!
مهن النهارده هي الترند والموضه تبقى في المستقبل القريب العشره بقرش!
أولياء الأمور الأعزاء ما تنشفوش دماغكم.
وتمنياتي بالتوفيق!
د. حسين عبد الفتاح

error: المحتوى محمي