هل بدأت للتو في رحلة الدكتوراه؟ أو تستعد للخطوة الأولى في هذه الرحلة؟ لا تخف فكل شيء أصعب ما فيه خطوته الأولى! لكن ببعض الدعم والتوجيه ستجد نفسك على الطريق الصحيح، بما في ذلك النصائح التالية؛ حيث أقوم بالإشراف على الكثير من طلاب الماجستير والدكتوراه ممن بدأوا بالفعل رحلتهم، بالإضافة إلى الكثير في وسط الطريق، وبعضهم على مقربة من خط النهاية والاستعداد للمناقشة. لذلك اعتقدت أنني قد جمعت لك بعض الخبرات والنصائح حول تلك الرحلة، أهدي إليك أهمها:
1. اعتني بصحتك النفسية والبدنية خاصة في البداية! ستحصل على درجة الدكتوراه لكن لا يجب أن تستهلك صحتك النفسية والبدنية بشكل مفرط يؤثر على صحتك العامة. كن منخرطا وملتزمًا في رسالتك، لكن تذكر أن تعيش حياتك أيضًا.
2. أسس لعلاقة جيدة مع المشرفين عليك في وقت مبكر وتأكد من أنك تعرف ما يتوقعونه منك وما تحتاجه منهم. حدد معهم هل ستكون اجتماعاتك بهم أسبوعية أم شهرية أو غير ذلك؟ هل سيقرأ عملك بانتظام أم في نهايته؟ اتفق على كل ذلك في وقت مبكر.
3. قم بممارسة التدريس واحصل على بعض الخبرة فيه، اعلم إذا استطعت أنك محظوظًا لكونك مساعدًا في التدريس للخريجين على سبيل المثال أو تتحدث في السيمينارات فكل ذلك سيضيف لخبراتك ومهارات التقديم والعرض، أما إذا لم تكن معيدًا أو مدرس مساعد ولم تتاح لك الفرصة، فاطلب عقد بعض الندوات أو تقديم ما توصلت له في السيمينار. بهذا ضيف الكثير إلى سيرتك الذاتية والأكاديمية فضلا عن مهاراتك على الإلقاء والشرح والتوضيح.
4. واظب على حضور المؤتمرات والسيمينارات، لا أتذكر أنني قد تغيبت عن سيمينار واحد منذ عينت معيدا بالجامعة بعد تخرجي مباشرة وحتى حصولي على الماجستير، وبعد سفري لألمانيا لحصولي على الدكتوراة، شاركت في معظم سيمينارات تخصصي عبر الولايات الألمانية؛ قضيت ساعات في قطار الليل لأتمكن من الحضور لسيمينار في جنوب بافاريا قادما من شمال ألمانيا من سيمينار آخر وهكذا! نعم الأمر صعب لكن آن أحببته ستجد ذلك فرصة رائعة للتواصل والحصول على تعليقات حول بحثك، وسيثري ذلك شخصيتك ويضفي ثقة ورصيد أيامك القادمة.
5. حاول التقدم بطلب للحصول على منح بحثية أو دعم من صناديق البحوث بالجامعة، الهدف هنا ليس ماديا فقط، فحصولك على منحة بناء على ما تقدمه من خطط بحثية يضاف لسيرتك الذاتية ويزيد من رصيدك وخبراتك. تسمع من وقت لآخر أو ترى كلمة ”زمالة جامعة كذا ….“ الزمالة هي شكل من أشكال هذه المنح التي تتيح لك قضاء فترة بحثية في إحدى الجامعات ولا يقتصر ذلك على العاملين في مجال الطب!
6. جهز بحثا أو فصلا من رسالتك لنشره بعد المنح، هذا سيكون مصدر للفخر ربما أكثر من درجة الدكتوراة نفسها، ربما أكثر من بحث أو فصل في كتاب سيكون أفضل ولكن لا تنسى النقطة رقم واحد؛ فلا يجب أن يكون ذلك على حساب صحتك وحياتك.
7. يجب أن يكون لديك خطة لما بعد الدكتوراة مهنيًا وأكاديميا؛ بمعنى التخطيط للعمل في وظيفة معينة أو اكمال مسارك الأكاديمي في مؤسسه بحثية ما، ربما كنت من المحظوظين بأن عملي هو ذاته بالجامعة، لكن هذا ليس نفس الحال بالنسبة للكثيرين. وأنصحك بأن العمل بإحدى الجامعات لا يجب أن يكون خطتك الوحيدة. تستطيع أن يكون لك تجربة عملية رائدة وفريدة ربما تصبح أفضل من وظائف التدريس ومراكز البحوث، يجب ان تقضي أوقات كثيرة تفكر في ذلك وتخطط له.
8. مارس الرياضة وتناول الطعام الصحي كلما أمكن وابتعد عن الوجبات الجاهزة لتوفير الوقت للعمل برسالتك، أتذكر قرب انتهائي من كتابة رسالة الدكتوراة شعرت بأنني سحقت نفسي طيلة الشهور السابقة، فقررت قضاء أسبوع في مدينة أخرى لاستمتع بالمناظر الطبيعية وسماع أصوات الطيور والطبيعة. لا يمكنني القول أنني كنت أستطيع فعل ذلك دائما لكنني أنصح به.
9. كلما استخدمت فترات الراحة والعمل برسالتك كلما كنت أكثر إنتاجية، في فترات الراحة يمكنك أن تقرأ ما أتممته في رسالتك ولكن دون ضغط عصبي؛ اقرأ بعين قاريء آخر وفكر فيما كتبته سابقا وتقرأه حاليا، حاول التحقق من أن كلماتك مفهومه للقاريء العادي.
10. أتفهم أن بداية قراءتك لهذه المقال قد تكون بسبب شعورك بالإحباط أو التخبط أو التوقف والضياع وأقدر كل ذلك. عندما تمر عليك لحظات كهذه توقف عن التفكير في رسالتك وما تتطلبه من وقت لكتابتها وكم هذا صعب؛ حاول قضاء وقت قصير في أي هواية أخرى، وعندما تعود للعمل في رسالتك تناولها جزء جزء بل فقرة فقرة ولا تفكر في كامل الفصل أو كامل الرسالة! ركز في كل عنوان أو خطوة كأنها هي الرسالة فقط وافرح بإتمامك لهذه الخطوة ولو بسيطة وكافيء نفسك كلما أمكن.
في النهاية تذكر أن الرسالة عمل تراكمي ستبدأ الشعور بالراحة عندما تشعر كل يوم بالإضافة له ولو بسيطة حتى الاقتراب من خط النهاية والذي يجب معه أن تصل غير مجهد أو متأثر صحيا بهذه الرحلة حتى تستطيع الاستمتاع بأجمل مراحلها؛ مرحلة النجاح والاستماع لقرار اللجنة:
قررت اللجنة منحك درجة الدكتوراة في تخصصك بتقدير …
نصيحة أخيرة: أي كان التقدير افرح بنجاحك. مع تمنياتي بكل التوفيق والنجاح